رغم محاولة حكومة أسد التكتم على فضيحة رهن مطار دمشق الدولي لشركة خاصة، كشفت مصادر متقاطعة هوية تلك الشركة والقائمين عليها وارتباطهم بشكل مباشر ببشار الأسد، ما يعني أن الأخير بات يستثمر لصالحه المرافق العامة الربحية المملوكة للشعب مقابل الفتات.
الناشط العلوي الموالي، غسان جديد، نشر عبر حسابه على فيسبوك كتاباً موجهاً من شركة تدعى إيلوما إلى وزير النقل يتضمن الخطة التي أعدتها الشركة لتطوير المطار مقابل 300 مليون دولار على مدى 20 عاماً.
وتتضمن الخطة شراء الطائرات والمحركات وقطع التبديل والوصول بعدد الطائرات إلى 20 طائرة، ورفع قدرة العمليات الأرضية لتخديم 25 ألف رحلة للنواقل المحلية والأجنبية ورفع عدد الركاب إلى 3 ملايين سنوياً.
وبالمقابل ستحصل الشركة وفقاً للمقترح على 20 بالمئة من الإيرادات الصافية في أول 10 سنوات ترتفع إلى 25 في السنوات العشر التالية.
وتعقيباً على ما حملته الوثيقة، قال “جديد” لم تكد تنتهي همروجة لجنة الكشف على السيارات لإحدى الشركات الخاصة الوهمية أو الوليدة بلا أصل حتى خرجوا علينا بإعطاء استثمار السورية للطيران
لشركة بلا أصل ولا حسب ولا نسب و”مو معروف قرعة أبوها من وين” أطلقوا عليها (ايلوما) وممنوع السؤال عنها.
وأضاف أن حكومة أسد أعطت 49 % من السورية للطيران بمبلغ تافه 300 مليون دولار لهكذا منشأة ومطار
وملحقاته، تدفع على مدى عشرين عاماً أي كل سنة 15 مليون دولار علما أن المختصين بوزارة النقل قالوا يجب أن لا يقل المبلغ لهذه الصفقة عن 5 مليارات دولار يتم دفعها خلال سنتين أو ثلاثة، وفقاً لجديد الذي يدير بنفسه مكتباً هندسياً
وسخر “جديد” من المبلغ المعروض مؤكداً أن مبلغ 300 مليون دولار لايشتري الا طائرة حديثة ومحرك إضافي متسائلاً كيف تم تمرير هذه الصفقة رغم أن أرباح المطار العام الماضي تجاوزت 100 مليون دولار؟.
واجهات لمعاون بشار الأسد
من جانبه نشر الخبير الاقتصادي الدكتور كرم شعار تفاصيل إضافية عن شركة إيلوما صاحبة الامتياز توضح أنها تأسست عام 2023 أي بعد إعلان وزارة النقل عرضها المطار للاستثمار أواخر العام الماضي.
وتشير بيانات الشركة المنشورة في الجريدة الرسمية أن قيمتها التأسيسية هي 100 مليون ليرة فقط (10 آلاف دولار) ومملوكة لكل من علي محمد ديب ورزان نزار حميره وراميا حمدان ديب
لكن وبحسب الشعار فإن الملّاك ما هم إلا واجهات قيمتها صفر إذ إن الشركة تتبع مباشرة لبشار الأسد من خلال مساعده يسار إبراهيم وقريبه علي نجيب ابراهيم.
اللافت أن أسماء كل من رزان نزار حميره وراميا حمدان ديب تظهر أيضاً في شركة إنفنيتي سكاي لايت التي يديرها علي نجيب إبراهيم والتي حصلت قبل أشهر على امتياز تشغيل محطة دير علي لتوليد الطاقة الكهربائية جنوب العاصمة دمشق.
وفي بداية شهر تموز الجاري نقلت جريدة البعث عن مصادر “وثيقة” في وزارة النقل أن إحدى شركات القطاع الخاص ستدخل في عمليات استثمار وإدارة وتشغيل المطار بعملياته الجوية والأرضية بحيث
تتوزع الحصص بين 51% لمؤسسة الطيران العربية السورية و49% للمستثمر الشريك.
لكن الخبيرة الاقتصادية الموالية رشا سيروب، كشفت ما هو أبعد من ذلك، حيث قالت في منشور على فيسبوك، إن موضوع التشاركية المطروح هو مع مؤسسة
الخطوط الجوية السورية (وليس مطار دمشق الدولي)، أي أكبر من قضية استثمار مطار واحد، بل يمتد إلى جميع المطارات السورية كمطار الباسل في اللاذقية، ومطار القامشلي في محافظة الحسكة، ومطار حلب الدولي، إضافة إلى مطار دمشق الدولي.
وأوضحت أن الخطوط الجوية السورية هي المؤسسة التي تقوم إلى جانب نقل الركاب والبضائع عبر أسطولها الجوي ولها بالأساس حصرية تقديم جميع الخدمات لجميع الطائرات العربية والأجنبية التي تهبط في المطارات المدنية السورية كتموين الطائرات، استقبال الركاب، وصيانة الطائرات، وجميع الخدمات الأرضية، وبالتالي سيتعدّى اتفاق الشراكة مطار دمشق الدولي.