حذر طبيب بريطاني من جائحة “صامتة ومروّعة” أخطر من كورونا من شأنها أن تفتك بملايين البشر وتهدد صحة الإنسان.
وقال الطبيب آرا دارزي وهو جراح بريطاني شهير، إن
التهديد الصحي العالمي التالي مرتبط بالمضادات الحيوية، إذ إن مقاومتها تؤدي إلى انتشار “جراثيم خارقة” غير قابلة للعلاج، موضحاً أنها مسؤولة بالفعل عن مليون وفاة سنوياً.
وحذر الطبيب الذي يشعر بالقلق الشديد من التهديد الذي تشكّله مقاومة المضادات الحيوية لدرجة أنه يقوم بإنشاء مركز خاص به لمحاربة “الوباء الصامت” من أنها أصبحت مخيفة أكثر من جائحة كوفيد الذي هزت العالم قبل سنوات.
ووفق “ميرور” سيفتتح المركز بمناسبة مرور مئة عام على اكتشاف ألكسندر فليمنج لأول مرة البنسلين، وهو الدواء الذي أصبح عنصراً أساسياً في الطب العام في جميع أنحاء العالم.
إلا أنه وفق الموقع، فإنه بسبب الإفراط في الاستخدام وتحور الجراثيم المقاومة، يمكن أن تؤدي المضادات الحيوية إلى ظهور أمراض تودي بحياة الملايين.
وفي حديثه إلى The Times، قال الطبيب دارزي إنه: “في عام 2028، سيكون هناك عدد من الأشخاص يموتون بسبب الالتهابات المقاومة للمضادات الحيوية كما ماتوا من العدوى في عام 1928 قبل اكتشاف البنسلين”.
وأضاف: “لقد كانت البكتيريا موجودة منذ ثلاثة مليارات سنة، قبل أن توجد البشرية بوقت طويل. لقد نجت من جميع أنواع الظروف، من العالم المتجمد إلى الحرارة الشديدة. لقد نجت من التحور. المضادات الحيوية تشكل تهديداً خارجياً للبكتيريا، لذا فهي
تتطور باستمرار لتصبح مقاومة لها”.
وأضاف أنه من نواح كثيرة، كانت مقاومة المضادات الحيوية “مخيفة أكثر” من كوفيد، ويمكن أن ينتهي الأمر بالمستشفيات في مواقف لا تحتوي على أي مضادات حيوية لعلاج العدوى، وهو أمر حذر من حدوثه بالفعل.
وحذر دارزي من الإفراط في استخدام المضادات الحيوية لأن الأطباء اتخذوا “الطريق السهل” من خلال وصفهم لنزلات البرد من الإنفلونزا، أو مجرد الشعور بالحرارة لعلاج العدوى البكتيرية.
وأشار إلى أنه “ومع ذلك، من المثير للصدمة أنها ليست مجرد مشكلة بشرية حيث يتم استخدام المضادات الحيوية أيضاً على الماشية، وهو ما يزيد من تفاقم المشكلة”.
وعلى مر العصور، أودت الأوبئة والأمراض المزمنة بحياة عدد كبير من الأشخاص وتسببت في أزمات كبيرة استغرقت أوقاتاً طويلة لتجاوزها.
وأواخر عام 2019، ضربت العالم جائحة كورونا التي
نشأت في الصين في شهر ديسمبر (كانون الأول)، وانتقلت منها إلى مختلف أنحاء العالم، حيث تسببت بوفاة ملايين البشر فيما لا تزال تبعاتها الاقتصادية والصحية والاجتماعية مستمرة حتى اليوم.