لم يقل اهتمام السودانيين بتطبيق “بنكك” المصرفي عن سير المعارك العسكرية وتطوراتها، فهو يمثل النافذة الوحيدة المتبقية في العديد من المناطق لتداول الأموال وتتوقف عليه حياة المواطنين بشكل كامل.
ويواجه التطبيق المصرفي الأشهر في السودان، مصاعب تقنية تخرجه عن الخدمة من وقت لآخر، ويشكل توقفه سبباً كافياً لإشعال ثورة غضب على منصات التواصل الاجتماعي، بينما تكون عودته مناسبة للاحتفاء والفرح العارم.
التطبيق الذي أطلقه “بنك الخرطوم” لعملائه لإدارة حساباتهم المصرفية من الهواتف الذكية، يشكل أيضاً وسيلة مهمة للتكافل الاجتماعي والأسري ويرسل الأشخاص عبره الأموال إلى أقاربهم ومعارفهم في المناطق المغلقة بسبب الصراع المسلح والتي تمنع الاضطرابات وصول المبالغ النقدية إليها.
وجرى إغلاق كامل للمصارف في العاصمة السودانية الخرطوم ودارفور غربي السودان إلى جانب أجزاء واسعة من إقليم كردفان، وذلك نتيجة للعمليات العسكرية وتذبذب شبكة الاتصالات والانترنت، وبات “بنكك” هو خيار السكان الوحيد في تداول الأموال.
خشية النهب
ويقول محمد عثمان، وهو أحد المواطنين العالقين في العاصمة الخرطوم، لموقع “سكاي نيوز عربية” إن حياتهم تتوقف بشكل كلي على التطبيق، وعندما يخرج عن الخدمة لن يتمكنوا من شراء السلع والمستلزمات الحياتية لأن أصحاب المحال التجارية أصبحوا يشترطون الدفع الالكتروني خشية من “الكاش” الذي يتعرض للنهب.
ويضيف: “أيضاً نحن نحتفظ بما لدينا من أموال في الحساب المصرفي ولا نستطيع وضعها كمبالغ نقدية في أيدينا لأن العصابات المنتشرة ستقوم بنهبها”.
ومع انقطاع مصادر الكسب المالي في العاصمة الخرطوم، أصبح تطبيق “بنكك” المنقذ الوحيد لعثمان من خلال تلقي مساعدات مالية عبره من نجله المغترب في إحدى الدول العربية.
وتوجد نحو 4 تطبيقات مصرفية أخرى في السودان، لكنها توقفت عن العمل جميعها منذ اندلاع الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع في منتصف أبريل الماضي، وظل “بنكك” وحيداً يتسيد الساحة.
ويتيح التطبيق إلى جانب التحويلات المالية، خدمة سداد فواتير الكهرباء والاتصالات والرسوم الحكومية لمختلف المصالح خاصة “دائرة السجل المدني” المعنية باستخراج الأوراق الثبوتية وغيرها.
ويشير محمد صالح البشير وهو صحفي مقيم في ولاية شرق دارفور في حديث لموقع “سكاي نيوز عربية” إلى توقف كل المصارف في الإقليم الغربي وأصبح المواطنين تحت رحمة تطبيق “بنكك” المصرفي لتسيير شؤون حياتهم.
ويقول البشير: “يخرج بنكك عن الخدمة باستمرار مما يتسبب في معاناة كبيرة للمواطنين الذين يعتمدون بشكل أساسي على خدماته للحصول على ودائعهم المالية وتلقي التحويلات من أهلهم في المناطق الأخرى”.