تحركات عسكرية مصرية قرب معبر رفح
تحركات عسكرية مصرية قرب معبر رفح حيث أفاد مصدران أمنيان في مصر بأن الحكومة المصرية قامت بإرسال نحو 40 دبابة وناقلة جند مدرعة إلى شمال شرق سيناء خلال الأسبوعين الماضيين،
ضمن سلسلة من التدابير لتعزيز الأمان على حدودها مع قطاع غزة.
يأتي هذا في سياق توسيع إسرائيل لعملياتها العسكرية لتشمل مدينة رفح في جنوب غزة،
مما أدى إلى نزوح سكان القطاع إلى هناك، مما يثير مخاوف في مصر من إمكانية خروج الفلسطينيين بشكل جماعي من القطاع.
وفي هذا السياق، قصفت طائرات حربية إسرائيلية مدينة رفح يوم الجمعة، وأمر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الجيش بالاستعداد لإجلاء النازحين.
منذ بداية الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في أكتوبر الماضي،
قامت مصر بإقامة جدار حدودي من الخرسانة يبلغ ارتفاعه 6 أمتار ويحمل أسلاكًا شائكة.
وأكد المصدران الأمنيان أن مصر نشرت حواجز رملية وقامت بتعزيز المراقبة في مواقع التمركز الحدودية،
وفقًا لوكالة “رويترز”. وفي الشهر الماضي، ذكرت الهيئة المصرية العامة للاستعلامات تفاصيل حول التدابير التي اتخذتها مصر ردًا على تلميحات إسرائيلية حول حصول حماس على أسلحة مهربة من مصر،
حيث تم تثبيت 3 صفوف من الحواجز لتعزيز إجراءات الأمان ومنع تهريب أي شيء فوق أو تحت الأرض.
ووفقًا للصور الفضائية التي التُقطت في يناير وديسمبر، تظهر بعض الإنشاءات الجديدة على طول الحدود قرب رفح،
ممتدة إلى حافة البحر في الجهة الشمالية، مما يعكس التدابير الأمنية المتخذة.
وقبل بدء الحرب الحالية في غزة، أكدت مصر تدمير أنفاق كانت تُستخدم للتهريب إلى القطاع، إلى جانب تطهير منطقة عازلة قريبة من الحدود.
عند الاقتراب من معبر رفح مع غزة، يمكن رؤية آثار منازل تمت إزالتها وجدران خرسانية تمتد على مدى أميال بجوار البحر وعلى امتداد الطرق القريبة من الحدود.
غضب مصري من اقتراح إسرائيل
مصادر أمنية مصرية أكدت أن مصر مستمرة في التحذير من إمكانية نزوح سكان غزة نتيجة للهجوم الإسرائيلي،
مع التعبير عن استيائها تجاه اقتراح إسرائيل بالسيطرة الكاملة على الممر الحدودي بين غزة ومصر.
تعبيرًا عن سيطرتها على المنطقة، أعلنت مصر في يناير عن عمليتين لمكافحة تهريب المخدرات في شمال شرق سيناء.
وأكد مسؤول إسرائيلي أن هناك مناقشات مستمرة بين البلدين حول إعادة هيكلة الأمان على الحدود، مشيرًا إلى وجود عدد صغير من الأنفاق.
وأشار المسؤول إلى أن إسرائيل ستحاول تنظيم انتقال النازحين الفلسطينيين نحو شمال غزة قبل أي عملية عسكرية.
من جانبها، خفضت مصادر أمنية مصرية من أهمية أي مناقشات بين البلدين،
مؤكدة أنها تعطي الأولوية لجهود التوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة.
واعتبرت الهيئة المصرية العامة للاستعلامات الاتهامات بالتهريب “أكاذيب” تستهدف تبرير رغبة إسرائيل في احتلال منطقة الحدود العازلة، المعروفة بممر فيلادلفيا.
واتهمت مصر إسرائيل بتقييد وصول المساعدات إلى غزة، حيث تتزايد خطورة المجاعة وتحذر فرق الإغاثة من انتشار الأمراض.
في المقابل، نفت إسرائيل منع دخول المساعدات الإنسانية.
تعتبر مصر رفضًا لتهجير الفلسطينيين من غزة ضمن تصاعد رفض عربي أوسع لتكرار “النكبة”،
والتي شهدت فرار حوالى 700 ألف شخص أو إخراجهم من ديارهم خلال حرب عام 1948.
يشير دبلوماسيون ومحللون إلى قلق مصر من تسلل حماس واستضافة عدد كبير من اللاجئين،
وقد حذر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في أكتوبر الماضي من أن النزوح قد يجعل سيناء قاعدة لهجمات ضد إسرائيل.