استمرار الصراع في الفاشر بين الجيش السوداني والدعم السريع
استمرار الصراع في الفاشر بين الجيش السوداني والدعم السريع حيث أفادت مصادر محلية لشبكة الجزيرة بتجدد الاشتباكات في مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور بغرب السودان، بين الجيش السوداني وحركات مسلحة تدعمه، وبين قوات الدعم السريع.
ووفقًا للمصادر، قامت الطائرات الحربية التابعة للجيش السوداني بقصف تمركزات قوات الدعم السريع شرقي المدينة،
فيما قامت قوات الدعم السريع بقصف حي أولاد الريف جنوب غرب الفاشر باستخدام المدفعية الثقيلة.
هذه الاشتباكات المتواصلة أسفرت عن مقتل وإصابة العشرات من المدنيين، وتدمير ممتلكاتهم وحرقها، مما دفع المئات منهم للنزوح إلى مدن أخرى.
تعتبر الفاشر، بجانب كونها عاصمة ولاية شمال دارفور، مركزًا إقليميًا في دارفور،
وهي أكبر مدن الإقليم والوحيدة التي لم تسقط بيد قوات الدعم السريع خلال النزاعات المسلحة ضد الجيش.
وأفاد مراسل الجزيرة أسامة سيد أحمد بأن المواجهات المستمرة في الفاشر منذ ثلاثة أسابيع زادت من الأزمة الإنسانية في المنطقة،
مما أدى إلى تعطيل خدمات المستشفيات ومنع دخول المساعدات الإنسانية والطبية من قبل قوات الدعم السريع.
وتزايدت الدعوات الدولية والأممية لتفادي كارثة إنسانية في السودان،
قد تؤدي إلى المجاعة والموت بسبب نقص الغذاء جراء امتداد القتال إلى 12 ولاية من أصل 18 في البلاد.
الجيش والديمقراطية
من جهته، أعلن ياسر العطا، مساعد القائد العام للجيش السوداني وعضو مجلس السيادة، أن الجيش لن يستسلم مهما طالت مدة الحرب،
مشيراً إلى استعدادهم للصمود حتى لو استمرت الأزمة عشر سنوات.
وأوضح العطا في تصريحات صحفية أن حميدتي، قائد قوات الدعم السريع، لا يمكن له تحقيق سلطة دون اللجوء إلى عملية انتخابية نزيهة وشفافة.
وفي هذا السياق، أكد العطا أن العسكريين في السودان يسعون لعودة البلاد إلى مسار الديمقراطية ويتطلعون للعودة إلى مهامهم التقليدية داخل الثكنات.
وأشار العطا إلى أن الجيش السوداني يعتزم طلب المشورة الفنية من الأمم المتحدة لدمج قوات الدعم السريع،
مؤكداً في الوقت نفسه أنهم لن يستخدموا القوة ضد قوات الدعم السريع في حال عادت إلى معسكراتها.
واتهم العطا قوات الدعم السريع بالاستعانة بمرتزقة من مناطق متعددة، مما يعكس التعقيدات الإقليمية التي تؤثر على الأزمة في السودان.
ومنذ منتصف أبريل/نيسان 2023، يشهد السودان صراعاً مسلحاً بين الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بزعامة محمد حمدان دقلو حميدتي،
مما أسفر عن سقوط عدد كبير من الضحايا وتشريد الملايين.