تحذيرات إسرائيلية بشأن تجنيد الحريديم في الجيش
تحذيرات إسرائيلية بشأن تجنيد الحريديم في الجيش حيث بعد عقود من الإعفاءات الجماعية لطلاب المدارس الدينية اليهودية المتطرفة في إسرائيل من الخدمة العسكرية الإلزامية في جيش الاحتلال الإسرائيلي، أمرت المحكمة العليا الإسرائيلية الأسبوع الماضي الحكومة ببدء تجنيدهم.
السؤال الآن يتمحور حول مدى تنفيذ هذا الأمر، وكيف سينفذه الجيش الإسرائيلي، وما هي ردود الفعل المحتملة، والتداعيات المتوقعة لتطبيق هذا القرار.
في تقرير نشرته “تايمز أوف إسرائيل”، أكدت أن مكتب المدعي العام أصدر توجيهاته لوزارة الدفاع للبدء في تنفيذ الحكم بسرعة،
مما يعني أن التزام الجيش بتجنيد طلاب المدارس الدينية سيبدأ من اليوم الأول من شهر يوليو.
ومع ذلك، تظل هناك عدة تحديات عملية، بما في ذلك كيفية إصدار الأوامر وتنفيذها بسرعة،
خاصة مع رفض وزارة الدفاع الكشف عن تفاصيل كيفية التزامها بهذا الأمر.
وفقًا للتقرير، يرجح أن الجيش لن يبدأ بإرسال آلاف أوامر التجنيد على الفور، لكنه سيعمل على وضع آلية تجنيد تسمح بإصدار إشعارات التجنيد وبدء تجنيد حوالي 4800 مجند أرثوذكسي متشدد في الأشهر القليلة المقبلة.
هذا القرار قد يثير ردود فعل متباينة في المجتمع الإسرائيلي، وقد يواجه الجيش تحديات في تنفيذه
نظرًا للطابع الحساس للموضوع وتأثيره على العلاقات الاجتماعية والسياسية داخل إسرائيل.
أعداد وخيارات
ذكرت الصحيفة أن هناك حالياً 63 ألف رجل مؤهلين للخدمة العسكرية في إسرائيل، وهؤلاء معرضون للتجنيد وفقاً لقرار المحكمة وأوامر النائب العام.
بالإضافة إلى ذلك، أشارت شلوميت رافيتسكي تورباز، مديرة برنامج الدين والدولة في معهد الديمقراطية الإسرائيلي،
إلى وجود 14 ألف شاب حريديم آخرين سيصبحون مؤهلين للتجنيد خلال السنة الحالية للتجنيد، والتي بدأت في يونيو/حزيران الماضي.
بمجموعهم، يبلغ عدد الشباب الحريديم الذين يمكن للجيش الإسرائيلي استدعاؤهم قانونياً خلال العام المقبل حوالي 77 ألف شاب.
وفيما يتعلق بالوسائل العملية لتجنيد هؤلاء الشباب، ذكرت الصحيفة أن الجيش الإسرائيلي لديه خياران رئيسيان،
الأول هو إجراء قرعة عشوائية بين المؤهلين للتجنيد والمجندين حسب الأرقام التي يتم استدعاؤها.
قامت الصحيفة بالتوضيح بأن تنفيذ مثل هذه الإجراءات قد يؤدي إلى مواجهة مباشرة مع المجتمع الأرثوذكسي المتطرف وقيادته.
إذا تم تجنيد الشباب في المدارس الدينية النخبوية، الذين يعتبرون قرة عين المجتمع الأرثوذكسي المتطرف، فسيكون ذلك خطوة حساسة ومحفوفة بالمخاطر.
بدلاً من ذلك، تقترح “رافيتسكي تور باز” تجنيد الشباب من مجتمع الحريديم الحديث،
وأولئك الذين يرتادون المدارس الدينية المتسربة، والتي أنشأها المجتمع الحريديم لتلبية احتياجات الشباب غير المهتمين بالدراسة التلمودية الصارمة بشكل دائم، بتوفير بيئة أرثوذكسية ملتزمة.
وفقًا لأرقام معهد الديمقراطية الإسرائيلي، يشكل مجتمع “الحريديم الحديث”، الذي يشمل أولئك الذين يدرسون في المدارس التي تدرس المواد الأساسية والمهاجرين، نسبة تتراوح بين 11% إلى 15% من جماعة الأرثوذكسية المتطرفة.
وفقًا لتقرير صحفي، يشير إلى أن الشريحة الحريدية في إسرائيل تندرج ضمن الأقسام الأكثر اندماجًا في المجتمع،
على عكس التيار الحريدي السائد، ويعتبرون أقل عداءً لفكرة الخدمة العسكرية.
ويمكن أن يعني هذا أن الجيش قد يجد مجندين من هذه الشريحة أكثر استعدادًا للخدمة مقارنة بأجزاء أخرى من المجتمع.
تجنيد الحريديم
وفقًا لتقديرات معهد الديمقراطية الإسرائيلي، من بين 63 ألف طالب مؤهل للتجنيد من المعاهد الدينية الحريدية، يلتحق نحو 9500 بتلك المعاهد، التي تعمل بشكل أساسي على الحفاظ على هذه الشريحة داخل المجتمع الحريدي.
وعلى الرغم من مواقف قيادية داخل المجتمع الحريدي قد تكون مستعدة لدعم فكرة تجنيد هؤلاء الشباب،
يثار جدل حول قانونية هذه الخطوة وضرورة تطبيق القوانين بمساواة على جميع المواطنين.
الصحفي يسرائيل كوهين يلاحظ أن إذا تم التركيز على تجنيد القطاعات الأكثر هامشية داخل المدارس الدينية،
فقد يوافق المجتمع الحريدي على هذا المسار لتجنب صدامات مجتمعية كبيرة.
ويحذر كوهين من خطورة القيام بأي إجراء عشوائي مثل إجراء قرعة،
معتبرًا أن التواصل مع التيار الحريدي السائد يجب أن يتم بحذر كبير لتجنب أي توترات قد تنشأ عن ذلك.