بعد نفيه لبيلاروسيا.. زعيم فاغنر يتجول بحرية في روسيا
بعد أقل من أسبوعين من قيادته تمردا مسلحا ضد القادة العسكريين الروس، ونفيه إلى بيلاروسيا يبدو أن رئيس مرتزقة فاغنر يفغيني بريغوجين قد عاد إلى روسيا.
ويعد هذا التطور صادما ومربكا، بحسب موقع “انسايدر” والذي أكد بحسب مختصين أن عودة بريغوجين إلى روسيا رغم نفيه إلى الدولة الحليفة المجاورة يعكس مدى ضعف الرئيس فلاديمير بوتين ووضعه الهش في السلطة.
وقال الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو، الخميس، إن بريغوجين عاد إلى مسقط رأسه مدينة سانت بطرسبرغ، وربما يكون قد سافر إلى موسكو صباح الخميس، كما أفاد موقع إخباري محلي أنه تمت رؤية بريغوجين وهو يصل مبنى جهاز الأمن الفيدرالي الروسي في سانت بطرسبرغ الثلاثاء ليعيد بعض أسلحته.
The local news outlet Fontanka has published photos taken this evening in St. Petersburg showing a man they say resembles Prigozhin. They report that the tail number suggests a link to the catering industry and Prigozhin’s Trezzini Palace Hotel. https://t.co/zvnzvbreHT pic.twitter.com/Azwh5uwkhi
— Kevin Rothrock (@KevinRothrock) June 29, 2023
وقال غلين كارل العميل السابق لوكالة المخابرات المركزية والذي كان متمركزًا في روسيا لـ”انسايدر” : “الفكرة التي تتبادر إلى الذهن على الفور هي علامة على ضعف بوتين” وسط الخسائر الروسية المستمرة في حرب أوكرانيا.
وأضاف: “هناك فصائل مختلفة يتعين على بوتين تهدئتها فبريغوجين لديه أنصار داخل هيكل السلطة لا يستطيع بوتين تحمل تداعيات أعمالها”.
وأكد جون ماكلولين، نائب المدير السابق لوكالة المخابرات المركزية ما قاله غلين كارل قائلا: “وجود قانون ينص على السجن لمدة 15 عامًا إذا عارضت الحرب فإذا بقي بريغوجين حرا فذلك يعني أنه سيتم الإفراج عن كل المتمردين والمناهضين للحرب”.
لطالما اتُهم بوتين بالأمر بسجن واغتيال أولئك الذين اعتبرهم غير موالين أو يمثلون تهديدا له، ووقفت حكومته وراء محاولات تسميم الجاسوس السابق سيرغي سكريبال وزعيم المعارضة الروسي أليكسي نافالني، وكلاهما كان هدفا للكرملين.
يعد بريغوجين في الوقت الراهن حالة استثنائية، حيث سُمح له بالعودة إلى روسيا بعد أن قاد تمردًا مسلحًا ضد كبار المسؤولين العسكريين الروس، بعد أن تفاوض لوكاشينكو، أحد أقرب حلفاء بوتين، على إنهاء تمرد بريغوجين المسلح ضد حكومة الرئيس الروسي الشهر الماضي.
كان بريغوجين مؤيدًا في البداية للغزو الروسي لأوكرانيا، لكنه انقلب لاحقًا على القيادة العسكرية الروسية، واتهمهم بتخريب المجهود الحربي الأوكراني.
أطلق بريغوجين تمردا وصفه بـ “مسيرة من أجل العدالة” نحو موسكو الشهر الماضي. لكنه أعلن عن انسحابه بعد ساعات قليلة فقط، قائلاً إنه لا يريد المخاطرة بإراقة الدماء الروسية.
وقالت مصادر استخباراتية بريطانية لصحيفة التلغراف إن بريغوجين ألغى التقدم بعد أن هدد المسؤولون الروس أسر قادة فاغنر إذا استمروا.
أكد ماكلولين لموقع “انسايدر” أن عودة رئيس فاغنر إلى روسيا قد تشير إلى أحد أمرين: أنه “يتحدى الكرملين أو “بموجب بعض الشروط غير المعلنة للاتفاقية التي تسمح له بإنهاء أعماله هناك قبل الاستقرار في بيلاروسيا”.
استمرار وجود بريغوجين في روسيا يمثل أيضًا معضلة كبيرة لبوتين التي تظهره في موضع ضعف من خلال السماح لرجل وصف أفعاله بأنها “طعنة في الظهر” بالتجول بحرية في البلاد.
قال الرئيس البلاروسي إن بوتين ليس “خبيثًا أو انتقاميًا” بما يكفي لقتل بريغوجين كما أصر على أن زعيم فاغنر “حر” ، قائلاً يوم الثلاثاء إنهم تحدثوا “عدة مرات على الهاتف” وناقشوا “إجراءات فاغنر الإضافية”.
من جانبها، تواصل وسائل الإعلام الروسية الحكومية انتقاد بريغوجين والادعاء أن التحقيق في أفعاله مستمر على الرغم من حقيقة أن السلطات الروسية قالت في أواخر الشهر الماضي إنها أغلقت التحقيق الجنائي في أعقاب تمرد قائد فاغنر.
وقال ماكلولين إن المواطنين الروس على الأرجح “مرتبكون مثلنا جميعا بشأن وضع بريغوجين وصمت الرئيس الروسي ولا يمكن أن يكون ذلك في صالح بوتين”.