يمثل الماء 70% من وزن الجسم، ويوصي خبراء التغذية بشرب 8 أكواب من الماء يوميًا؛ حتى تتمكن أنظمة الجسم الحيوية من العمل بكفاءة، ولكن ماذا لو كان جسمك يحتفظ بالماء والسوائل؟ هذا ما يُعرف باحتباس السوائل في الجسم، وهو حالة يصاحبها
أعراض غير مريحة، وقد تشير لوجود مشكلة صحية، ونستعرض من خلال المقال أهم أسبابه وأعراضه وكيفية التعامل معه.
ما هو احتباس السوائل في الجسم؟
احتباس الماء أو السوائل أو كما يُعرف بالوذمة هو تورم ناجم عن تراكم السوائل في أحد أجزاء الجسم، ويحدث عندما تكون هناك مشكلة في الدورة الدموية،
أو الكلى أو الجهاز الليمفاوي، أو الغدد، وغيرها من أنظمة الجسم التي تحافظ على توازن مستويات السوائل داخله، وقد يكون عرضًا لمشكلة صحية أو حالة أكثر خطورة خاصةً إذا حدث فجأة أو كان شديدًا.
يصاحب احتباس السوائل في الجسم أعراض، مثل: التورم، وعدم الشعور بالراحة، وقد يحدث في أي منطقة في الجسم، لكنه غالبًا ما يحدث في الساقين والقدمين والكاحلين كذلك في الوجه واليدين.
قد تساعد بعض التغييرات الحياتية على تقليل احتباس الماء خاصةً إذا لم يكن مرتبطًا بمشكلة صحية ولكن بعادات يومية وغذائية خاطئة.
يمكن تمييز احتباس السوائل عن التورم الناجم عن أي مشكلة أخرى بالضغط بالأصابع على المنطقة المتورمة، فإذا لم يرتد الجلد إلا بعد مرور عدة ثوانِ فهذا يشير إلى احتباس سوائل.
ما هي أعراض احتباس السوائل في الجسم؟
تختلف أعراض احتباس السوائل في الجسم، وفقًا للمنطقة المصابة، كما سنوضح فيما يلي
أعراض احتباس السوائل في القدمين واليدين
تورم.
لمعان الجلد المنتفخ.
عدم رجوع الجلد إلا بعد عدة ثوانِ عند الضغط عليه.
ألم في الأطراف.
أعراض احتباس السوائل في الدماغ
يمكن أن يحدث احتباس السوائل في الدماغ، ما يُعرف باستسقاء الرأس وهو حالة خطيرة ومهددة للحياة، وتشمل أعراضه:
القيء.
عدم وضوح الرؤية.
الصداع.
صعوبة التوازن.
أعراض احتباس السوائل في الرئة
تُعرف أيضًا بالوذمة الرئوية، وتشير السوائل الزائدة في الرئة إلى مشكلة خطيرة في القلب أو الجهاز التنفسي، وقد تؤثر في قدرة الرئتين على إمداد الجسم بالأكسجين، وتشمل أعراضها:
صعوبة في التنفس.
السعال.
ألم في الصدر.
ضعف.
أعراض احتباس السوائل في البطن
ويُعرف باستسقاء البطن، وعادةً ما يصاحبه الأعراض التالية:
انتفاخ البطن بشكل كبير.
ألم في البطن.
إمساك نتيجة ضغط السوائل على الأمعاء.
صعوبة التنفس نتيجة ضغط السوائل على الحجاب الحاجز والرئة.
قد يصاحب احتباس الماء في أنسجة الجسم في العموم الأعراض التالية:
شعور بالثقل أكثر من المعتاد وزيادة الوزن.
الشعور بصعوبة الحركة وقلة النشاط.
تصلب المفاصل وألم في العضلات.
ما هي أسباب احتباس السوائل في الجسم؟
قد تتسبب عدة عوامل في احتباس السوائل في الجسم بعضها يكون مشكلات صحية، والبعض الآخر غير مرضي.
تشمل الأسباب غير المرضية التي قد تؤدي لاحتباس الماء في الجسم:
الوقوف والجلوس لفترات طويلة، إذ تتسبب الجاذبية في تجمع الماء في الأطراف السفلية.
تناول كثير من الصوديوم عن طريق إضافة كميات عالية من الملح للطعام، أو تناول الأطعمة المصنعة أو المشروبات الغازية.
الآثار الجانبية لبعض الأدوية، مثل: بعض العلاجات الكيميائية، ومضادات الاكتئاب، وبعض مسكنات الألم، وأدوية ضغط الدم، وبعض حبوب منع الحمل الهرمونية.
الحمل، مع نمو الجنين وزيادة الوزن قد يتسبب الضغط الواقع على الساقين في احتفاظهما بالسوائل، ومع ذلك يجب استشارة الطبيب فورًا في حالة تورم الأطراف فقد يكون علامة مبكرة على تسمم الحمل.
زيادة الوزن.
سوء التغذية.
اضطراب الهرمونات المصاحب للدورة الشهرية.
تشمل المشكلات الصحية التي تؤدي لاحتباس الماء في الجسم:
فشل القلب، وهو حالة لا يتمكن فيها القلب من ضخ الدم بشكل فعال، وتتسبب في احتفاظ الجسم بالماء.
تجلط الأوردة العميقة (DVT).
أمراض الرئة المزمنة.
مشكلات الغدة الدرقية.
أمراض الكلى المزمنة (عادةً ما تسبب احتباس الماء في الذراعين والساقين، إذ تكون الكلى غير قادرة على تصفية السوائل الزائدة من الجسم ما يؤدي لتراكمها في الأنسجة).
تليف الكبد، يؤدي الضغط المتزايد في الكبد وانخفاض إنتاج الكبد للبروتينات إلى احتباس الماء.
مشكلة في الجهاز الليمفاوي.
ما هو علاج احتباس السوائل في الجسم؟
عادةً ما تُصرف السوائل من الجسم من تلقاء نفسها دون علاج، أما إذا كان السبب وراء احتباسها مشكلة مرضية فسيركز الطبيب على علاج المشكلة نفسها، وقد يوصي ببعض العلاجات لتخفيف الوذمة مثل:
مدرات البول: والتي تساعد الكلى على إزالة السوائل الزائدة من الجسم، ويصفها الطبيب بجرعات محددة ولفترة قصيرة؛ لتجنب حدوث الجفاف وآثارها الجانبية الأخرى، مثل: زيادة احتباس الماء، وتلف الكلى.
قد تساعد بعض النصائح على تخفيف احتباس السوائل، والتي منها:
ممارسة التمارين الرياضية، والتي تساعد على تنشيط الدورة الدموية، ما يعمل بدوره على خروج السوائل الزائدة من الجسم.
اتباع نظام غذائي صحي منخفض الصوديوم (الحد من تناول الصوديوم بما لا يزيد عن 2300 ملليجرام يوميًا).
تناول كمية وفيرة من الماء؛ لأن الجفاف يجعل الجسم يحتفظ بالسوائل داخله.
ارتداء الجوارب الضاغطة إذا كان احتباس السوائل في القدمين والساقين.
رفع الساقين لأعلى من مستوى القلب لتقليل التورم وتصريف السوائل الزائدة من الجسم.
تدليك المناطق المتورمة في اتجاه القلب.
تناول الأطعمة الغنية بالمغنيسيوم والبوتاسيوم، والتي تعمل على تنظيم مستويات السوائل في الجسم.
تقليل تناول الكربوهيدرات المكررة.
تناول مدرات البول الطبيعية، مثل: الكرفس والبطيخ.
أطعمة تحارب احتباس السوائل في الجسم
تلعب الأطعمة دورًا مهمًا في الحفاظ على توازن السوائل في الجسم، ويمكن لبعض الأطعمة أن تمنع تجمع الماء في الأنسجة أو تعمل كمدرات بول طبيعية تساعد على تصريف السوائل الزائدة خارج الجسم.
تشمل الأطعمة التي تحارب احتباس السوائل في الجسم ما يلي:
الأطعمة الغنية بفيتامينات ب: تشير الدراسات إلى أن فيتامينات ب تساعد على تعزيز صحة الدورة الدموية، ما يساعد بدوره على منع احتباس السوائل، وأفادت بعض الأبحاث أن تناول فيتامين ب6 قلل بشكل كبير من أعراض ما قبل الحيض وعلى رأسها الوذمة. يمكن الحصول على فيتامينات ب من مصادر طبيعية، مثل: الخضراوات الورقية والنشوية والأسماك.
الأطعمة الغنية بالمغنيسيوم والبوتاسيوم: تعمل هذه المعادن الأساسية على تنظيم مستويات السوائل وموازنة نسبة الصوديوم في الجسم. يعتبر الموز والسبانخ والأفوكادو من أفضل المصادر الطبيعية للبوتاسيوم، في حين أن الخضراوات الورقية والمكسرات والبذور والشوكولاتة مصادر جيدة للمغنيسيوم وعديد من المعادن الأساسية الأخرى. وجدت دراسة أن تناول الأطعمة الغنية بالمغنيسيوم يقلل من أعراض متلازمة ما قبل الدورة والأعراض المصاحبة للتغيرات الهرمونية، مثل: الانتفاخ واحتباس السوائل وتورم الثديين.
مدرات البول الطبيعية: يعتبر الكرفس والبطيخ، والشاي الأخضر من الأطعمة المثالية التي تساعد على إدرار البول ومنع احتباس الماء في الجسم بشكل طبيعي.
كيفية الوقاية من احتباس السوائل في الجسم؟
يمكن الوقاية من احتباس السوائل في الجسم عن طريق بعض العادات اليومية الصحية والتي منها:
الحفاظ على وزن صحي، إذ يضعف الوزن الزائد الدورة الدموية.
ممارسة الرياضة لتنشيط الدورة الدموية.
تجنب الوقوف أو الجلوس في الوضعية نفسها لفترة طويلة، إذ تسبب الجاذبية تراكم السوائل في القدمين.
تقليل تناول الملح والأطعمة ذات المحتوى العالي من الصوديوم، مثل الأطعمة المصنعة.
تجنب تناول الكربوهيدرات المكررة، مثل: الدقيق الأبيض أو الخبز أو المكرونة أو المعجنات والتي تسبب ارتفاعًا سريعًا في مستويات السكر والأنسولين في الدم، وقد يؤدي الأنسولين المرتفع إلى تحفيز الكليتين على إعادة امتصاص مزيد من الصوديوم، ما يؤدي بدوره إلى احتباس الماء. يمكن تناول الأطعمة المصنوعة من الحبوب الكاملة بدلًا من الكربوهيدرات المكررة.
تناول الأطعمة الغنية بالمغنيسيوم خاصةً في الفترة التي تسبق الحيض.
إدراج الأطعمة الغنية بفيتامين ب6 في النظام الغذائي.
تناول كمية وفيرة من الأطعمة الغنية بالبوتاسيوم، مثل: الموز والأفوكادو والبطاطا الحلوة والسبانخ والبطيخ.
تجنب ارتداء الملابس الضيقة خاصةً في الجزء السفلي من الجسم.
رفع الساقين على وسائد في أثناء النوم.
شرب 8- 12 كوبًا من الماء على الأقل يوميًا.
في النهاية فإن احتباس السوائل في الجسم إذا حدث قبل الحيض، أو بعد تناول أطعمة مالحة قد يكون أمرًا طبيعيًا، أما إذا حد بشكل مفاجئ وشديد فيجب الذهاب للطوارئ إذ قد يكون عرضًا لحالة صحية تحتاج التدخل الطبي الفوري مثل: في حالات أمراض القلب واستسقاء الرئة.