مساحات واسعة من درنة تحولت إلى خرائب موحلة تجوبها الكلاب الضالة
بعد أكثر من أسبوع من الفيضانات القاتلة التي دمرت درنة، يساعد أحد سكان المدينة الليبية فريق الإنقاذ المجري على أمل العثور على أفراد عائلة جاره الفلسطيني المفقودين.
وقال محمد البنسي إن جاره الفلسطيني البالغ من العمر 75 عاماً، والذي عاش في درنة منذ 50 عاماً، قد توفي، وأن بعض أفراد عائلته ما زالوا في عداد المفقودين.
وأضاف: “جارنا الفلسطيني عاش بالمنزل المتضرر لأكثر من 50 عامًا، وهو مُهندس، لديه ابنتان وزوجته، مات جميع الأشخاص الذين كانوا يعيشون في الطابق الأول والثاني بشارع الحابس”.
وتابع: “بلغ ارتفاع السيول 18 مترًا، ووصلت المياه إلى السقف حتى الطابق الثالث.. كان كل شيء مفاجئًا للغاية، ولم يحذرنا أحد أو يطلب منا اتخاذ أي احتياطات، كما انقطعت جميع وسائل التواصل الاجتماعي وانقطعت الكهرباء”.
وواصل البنسي: “هذا الرجل يبلغ من العمر ما يقرب من 75 عاما، بين 75 و80 عاما، وهو رب الأسرة. وقال الجيران إنهم عثروا على جثته على الباب، وحضرت فرق الإنقاذ لانتشال الجثث ودفنها، ودفن الرجل صاحب بيته”.
وأضاف: “لدينا جزائريين ومصريين والعديد من الجنسيات الأخرى”، مشيرًا: “العشرون ألف (الضحايا) الذين نتحدث عنهم في درنة هم الليبيون الذين نعرفهم، لكن هناك مصريين وجزائريين وتونسيين، ما زلنا لا نعرفهم، إلا إذا أبلغ عنهم أحد (كمفقودين)”.
وهناك آلاف آخرون في عداد المفقودين، مع جرف عدد لا يحصى من الجثث إلى البحر.
ولا تزال مساحات واسعة من مدينة درنة عبارة عن خرائب موحلة، تجوبها الكلاب الضالة، ولا تزال الأسر تبحث عن الجثث المفقودة تحت الأنقاض.
وتقول منظمة الصحة العالمية إن المستشفيات في ليبيا أبلغت حتى الآن عن 4000 حالة وفاة.