اشتباكات بين المستوطنين والقوات الإسرائيلية في الضفة
اشتباكات بين المستوطنين والقوات الإسرائيلية في الضفة حيث اندلعت اشتباكات صباح اليوم الأربعاء في المستوطنة “عوز تسيون” بالضفة الغربية، حيث قامت قوات إسرائيلية بإخلاء مبانٍ أقامها المستوطنون على أراض فلسطينية خاصة.
وأفادت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية بأن المستوطنين أشعلوا النيران في إطارات وسيارة،
ورشقوا الشرطة بالحجارة التي استخدمت الوسائل لتفريق المتظاهرين.
بعد عملية الإخلاء، شهدت المنطقة تصاعدًا في التوتر حيث قام مستوطنون ملثمون برمي الحجارة على عربات الشرطة الإسرائيلية التي غادرت المكان.
تم نشر قوات إسرائيلية إضافية في المنطقة لتأمين البؤرة الاستيطانية التي لم تنفذ فيها أوامر الإخلاء لأكثر من عامين،
نظرًا لتوقعات بتصعيد الاحتجاجات والأنشطة العنيفة.
مصدر أمني أكد أن عملية الإخلاء تمت بشكل استثنائي بإشراف الإدارة المدنية التابعة لوزارة الدفاع، نظرًا لعدم الامتثال للأوامر السابقة في المنطقة.
وأضاف المسؤول أن هذه الإجراءات تهدف إلى استعادة الاستقرار في ظل تزايد الهجمات الإرهابية التي أعلن أنها أخطرت من هذه المستوطنة.
عملية الإخلاء
خلال عملية الإخلاء، قام بعض المستوطنين بتحصين أنفسهم داخل المباني عبر تثبيت أقدامهم في الإسمنت،
إلا أن السلطات تمكنت في النهاية من تنفيذ عملية الإخلاء بشكل كامل.
في ليلة الثلاثاء، توجه سكان البؤرة الاستيطانية إلى وزير المالية اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش،
الذي يتولى أيضًا منصب وزير في وزارة الدفاع، وطالبوه بوقف عملية الإخلاء.
كما غيروا اسم البؤرة الاستيطانية إلى “تسور هارئيل”، اسم جندي احتياط إسرائيلي قتل في الحرب على غزة في ديسمبر 2023.
سكان البؤرة الاستيطانية حذروا الوزير بأنهم لا يعتزمون تسليم البؤرة، وأدعوا أن سكان قرية برقة الفلسطينية المجاورة يحاولون إلحاق الأذى بهم،
بما في ذلك الاعتداءات بالحرق وإطلاق الألعاب النارية وإلقاء المتفجرات.
وتم ذكر أن الشرطة الإسرائيلية أصدرت قبل بضعة أيام أمرًا بالتقييد من الضفة الغربية ضد أحد مؤسسي البؤرة الاستيطانية.
في رد فعلها، هاجمت النائبة اليمينية المتطرفة ليمور سون هار مليخ من حزب “القوة اليهودية”،
بزعامة إيتمار بن غفير، وزير المالية والدفاع اليميني بتسلئيل سموتريتش، بشدة.
وصرّحت قائلة: “الآن أدركت أن الإدارة التي تحت سلطة الوزير سموتريتش هي التي تتحمل المسؤولية عن عملية الإخلاء العنيفة.
من المفترض أن تقوم الإدارة بمساعدة سكان يهودا والسامرة وليس بإلحاق الضرر بهم”.
وتواصلت انتقاداتها لوزير الدفاع يوآف غالانت وكبير الجنرالات في الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية،
لتصرفاتها التي وصفتها بأنها “عنيفة وعدائية” تجاه السكان اليهود في تلك المناطق.
تقيم مستوطنات إسرائيلية بما يُعرف بـ”البؤر الاستيطانية” على أراضي الفلسطينيين في الضفة الغربية دون موافقة الحكومة الفلسطينية أو المجتمع الدولي،
وتعتبر جميع هذه المستوطنات غير قانونية وفقًا للقانون الدولي.
وفقًا لمعطيات حركة “السلام الآن” اليسارية الإسرائيلية، تم إقامة 191 بؤرة استيطانية على أراضي فلسطينية خاصة بالضفة الغربية على مر السنوات الماضية.
بالإضافة إلى ذلك، أقرت الحكومة الإسرائيلية إنشاء 146 مستوطنة رسمية على أراضي الضفة الغربية منذ احتلالها عام 1967.
وبناءً على هذه الأرقام، يتجاوز عدد المستوطنين في الضفة الغربية أكثر من 478 ألف مستوطن بحلول نهاية عام 2022،
حيث يعيش أكثر من 230 ألف مستوطن في المستوطنات المقامة على أراضي القدس الشرقية.
في الأشهر الأخيرة، شهدت الضفة الغربية تصاعدًا في الهجمات التي ينفذها مستوطنون إسرائيليون ضد الفلسطينيين،
مما أثار انتقادات دولية ودعوات لوقف العنف المتصاعد وحماية الفلسطينيين.