بدء التصويت في الجولة الثانية من الانتخابات الإيرانية
بدء التصويت في الجولة الثانية من الانتخابات الإيرانية حيث فتحت مراكز الاقتراع في الجولة الثانية من انتخابات الرئاسة الإيرانية يوم الجمعة، وسط تراجع في عدد المشاركين وتصاعد التوترات الإقليمية.
تغلق أبواب الاقتراع في تمام الساعة السادسة مساءً بتوقيت غرينتش، مع تمديد التصويت في بعض الأحيان حتى منتصف الليل، ومن المتوقع الإعلان عن النتائج النهائية يوم السبت.
تأتي هذه الجولة بعد جولة أولى جرت في 28 يونيو، حيث انخفضت نسبة المشاركة بشكل غير مسبوق،
حيث لم يمارس أكثر من 60% من الناخبين حقهم في التصويت بسبب حادث تحطم طائرة هليكوبتر أودى بحياة الرئيس السابق إبراهيم رئيسي.
ينظر النقاد إلى انخفاض نسبة المشاركة كإشارة على تراجع الدعم للنظام الإسلامي،
وتعد الجولة الثانية سباقًا متقاربًا بين المعتدل مسعود بزشكيان والمفاوض النووي السابق سعيد جليلي، اللذين ينتميان إلى الأصولية المعتدلة والمحافظة على التوالي.
على الرغم من أن الرئيس الجديد لن يؤثر بشكل كبير على سياسات الدولة،
فإنه سيشارك في اختيار خليفة الزعيم الإيراني علي خامنئي،
الذي يصدر القرارات الأعلى في البلاد ويواجه تحديات من الاقتصاد الصعب والقيود على الحريات السياسية والاجتماعية.
يذكر أن نسبة المشاركة في الانتخابات السابقة شهدت انخفاضًا مستمرًا،
حيث شارك 48% فقط من الناخبين في الانتخابات الرئاسية عام 2021،
و41% في الانتخابات البرلمانية في مارس من العام نفسه، مما يعكس تزايد الاستياء العام تجاه النظام.
تصاعد التوتر الإقليمي
تجتمع الانتخابات الحالية في إيران مع تصاعد التوترات الإقليمية نتيجة للصراع الدائر بين إسرائيل وحلفائها وبين حماس في غزة وحزب الله في لبنان.
كما تتزايد الضغوط الغربية على طهران بسبب تقدمها السريع في برنامجها النووي.
من المتوقع أن لا يؤدي انتخاب الرئيس الجديد إلى تغيير كبير في سياسة إيران بشأن برنامجها النووي أو دعمها للجماعات المسلحة في الشرق الأوسط.
لكن الرئيس سيتولى إدارة المهام اليومية للحكومة، مما يعني أنه قد يؤثر على نهج البلاد في السياسات الداخلية والخارجية.
المرشحان المتنافسان ينتميان إلى الفرق الدينية المؤيدة للنظام الإيراني، لكن تحليلات تشير إلى أن فوز سعيد جليلي،
المعروف بمواقفه المعادية للغرب، قد يؤدي إلى سياسات داخلية وخارجية أكثر عدائية.
بالمقابل، فوز مسعود بزشكيان قد يعزز من سياسة خارجية أكثر عملية ويسهم في تخفيف التوترات
في المفاوضات الجارية مع القوى الكبرى بشأن الاتفاق النووي وتحسين الوضع الاجتماعي والسياسي داخل إيران.
كلا المرشحين تعهدا بالعمل على تحسين الاقتصاد المتعثر الذي يعاني من الإدارة السيئة والفساد،
وكذلك التأثير السلبي للعقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة بعد انسحابها من الاتفاق النووي عام 2018، الذي تم التوصل إليه بين طهران وست قوى عالمية في عام 2015.