خطر مرض الكلى المزمن يهدد صحة عمال البناء
خطر مرض الكلى المزمن يهدد صحة عمال البناء حيث أظهرت دراسة حديثة أجرتها جامعة غوتنبرغ في السويد أن التعرض للغبار والملوثات في بيئة العمل قد يزيد من خطر الإصابة بمرض الكلى المزمن.
وكشفت الدراسة أن عمال البناء السويديين، الذين تم تتبعهم منذ السبعينيات،
كانوا أكثر عرضة للإصابة بهذا المرض نتيجة تعرضهم لهذه الجزيئات.
الغبار وخطر الإصابة
مرض الكلى المزمن هو أحد أكثر أنواع أمراض الكلى شيوعاً، ويتضمن تدهور بطيء وتدريجي في قدرة الكلى على تصفية الجسم من السموم.
في هذه الحالة، تتراكم المواد الضارة والسوائل في الجسم بدلاً من أن يتم إخراجها عبر البول.
أظهرت الأبحاث الأخيرة أن التلوث الناتج عن مصادر خارجية مثل الصناعة، وعوادم المركبات، وأنظمة التدفئة قد يزيد من خطر الإصابة بمرض الكلى المزمن.
وتشير الدراسة الحالية إلى أن هذا الخطر يمتد أيضاً إلى التعرض المهني للجزيئات في قطاع البناء.
وفقاً لكارل كيلبو إدلون، المؤلف الرئيسي للدراسة وطالب الدكتوراه في الطب المهني والبيئي في أكاديمية سالجرينسكا بجامعة غوتنبرغ،
كما ورد في موقع يوريك أليرت، “نلاحظ وجود علاقة واضحة بين العمل في بيئات بناء تحتوي على مستويات مرتفعة من الغبار وزيادة خطر الإصابة بمرض الكلى المزمن قبل سن 65.
ومع ذلك، فإن الأمر يتطلب المزيد من الدراسات لتأكيد وجود علاقة سببية وفهم الآليات البيولوجية التي تقف وراء هذا الارتباط”.
أهمية الوقاية
نشرت الدراسة في مجلة الطب المهني والبيئي في 24 أغسطس/آب 2024، واستندت إلى بيانات من أكثر من 280 ألف عامل بناء الذين شاركوا في استبيانات صحية بين عامي 1971 و1993.
أظهرت النتائج أن عمال البناء المعرضين للغبار والملوثات كانوا أكثر عرضة بنسبة 15% لتشخيصهم بمرض الكلى المزمن والحاجة إلى غسيل الكلى.
ومع ذلك، لم يظل هذا الخطر المتزايد بعد سن التقاعد.
وفقاً للدكتور ليو ستوكفلت، قائد المشروع وأستاذ مشارك في الطب المهني والبيئي في أكاديمية سالجرينسكا بجامعة غوتنبرغ،
“مرض الكلى المزمن هو حالة صحية خطيرة تؤثر بشكل كبير على جودة حياة الأفراد،
مما يزيد من احتمالات الإصابة بأمراض ثانوية ويؤدي إلى ارتفاع تكاليف الرعاية الصحية.
لذا، فإن الوقاية الأولية تعتبر ضرورية للغاية.”
تعزى التحسينات في تقليل انبعاثات الملوثات في أماكن العمل واستخدام معدات الحماية الشخصية إلى انخفاض تعرض عمال البناء للملوثات خلال فترة الدراسة، من السبعينيات إلى التسعينيات.
ويعتقد أن هذه التحسينات ساهمت في تقليل معدل أمراض الكلى.
ومع ذلك، ما زال هناك المزيد من العمل اللازم لتحسين بيئة العمل في قطاع البناء، وفقاً للباحثين.
تعد هذه الدراسة الأولى التي تدرس خطر الإصابة بأمراض الكلى بين عمال البناء باستخدام بيانات صحية سابقة كأساس.
وقد تم استخدام هذه البيانات، التي تديرها جامعة أوميا، في العديد من الدراسات السابقة التي تناولت بيئة العمل والصحة في قطاع البناء.
ستكون الخطوة التالية لفريق البحث دراسة العلاقة بين التعرض للغبار والملوثات وأمراض الكلى في مجموعات سكانية أخرى،
بهدف تأكيد النتائج وتحديد الآليات البيولوجية بشكل أفضل.