بعد مرور أكثر من 8 أشهر على عملية التفجير التي ارتكبتها السورية “أحلام البشير” في شارع الاستقلال بمنطقة تقسيم وسط إسطنبول، وراح ضحيتها ستة قتلى ونحو 99 جريحاً، غيّرت المتهمة أقوالها السابقة مشيرة إلى أنها عندما علمت بوجود قنبلة بحوزتها اتصلت بالشرطة.
ووفق ما نقل موقع ahaber التركي، فإن “البشير” التي أدلت بشهادتها في الجلسة التي عقدتها المحكمة الجنائية العليا الثالثة عشرة في إسطنبول، نفت علمها بوجود القنبلة داخل حقيبة كانت بحوزتها.
وقالت المتهمة إنها عندما رأت القنبلة اتصلت بالشرطة لكن بسبب عدم معرفتها باللغة التركية لم تستطع التواصل معهم.
كما غيّرت المتهمة أقوالها حول مصدر القنبلة، وذكرت أنه تم تسليمها إياها في إسطنبول بعدما ادّعت سابقاً أنها جلبتها من سوريا.
وزعمت البشير أنها تلّقت تهديدات من قبل مجموعة من عناصر تنظيم PKK قادمين من العراق في حال تراجعت عن تنفيذ العملية، موضحة أن شخصاً يدعى بلال سلّمها الحقيبة التي تحوي القنبلة لتركها في شارع الاستقلال بتقسيم.
وكانت البشير قد قالت في اعترافات سابقة إنها جاءت من سوريا برفقة المدعو “بلال الحسن” ومعها (مواد مهمة)، بيّنت البشير أنها في الغالب متفجرات.
وفي اعترافات مكتوبة أوضحت البشير أن المدعو بلال الحسن قدِم إلى تركيا بمواد خطرة قبل تنفيذ العملية بحوالي شهر برفقة فتاة عمرها 16 – 17 سنة من سوريا، وكان بحاجة لترتيب مكان لها للإقامة فيه.
تفاصيل التفجير
وكانت عدة صحف ومواقع تركية رسمية كشفت في وقت سابق تفاصيل جديدة ومثيرة عن “البشير” ذاكرة أسماء المخطط الفعلي للانفجار وباقي أفراد الشبكة التابعة لحزب العمال الكردستاني.
وبحسب صحيفة “صباح” فإن البشير (23) عاماً قالت باعترافاتها إن أخاها ويدعى “محمد” كان قائداً كبيراً في الجيش السوري الحر، وأثناء هجوم داعش على حلب أصيب في قدمه بشكل كبير ما استدعاه لوضع أطراف صناعية في ساقيه، مضيفة أنها في عام 2017 ذهبت إلى منبج مع أختها مريم، وهناك تعرّفت إلى المدعو (أحمد . أ) ووقعت في حبه.
ولفتت إلى أنهما انفصلا بعد شهرين ولم يُطلب منها الانضمام إلى ميليشيا قسد في منبج، لكن بعد فترة قصيرة تم اعتقالها من قبل كبار مسؤولي الميليشيا بتهمة التجسس عليهم لصالح الجيش الحر وبقيت في السجن شهراً واحداً، وبعد خروجها تم الاتصال بها قائلين “ستلتقين (حاجي)” الذي عُرف فيما بعد أن اسمه شريف حسن.
وتابعت، أن حاجي كان مسؤولاً رفيع المستوى في “قسد” وفي المرة الأولى التي أخذوها لمقابلته كانت معصوبة العينين فلم تره، وبعد أسابيع قليلة تم أخذها إلى حاجي لكنها هذه المرة كانت عيناها مفتوحتين واصفة إياه بأن لديه وشماً على الجزء المرئي من جسده، وتم اتهامها مجدداً بالتجسس لصالح الجيش الحر وأن عائلتها ستتعرض للأذى في حال لم تتعاون.
وحول التفاصيل الأخرى للعملية قالت البشير: إن (الحاجي وبلال حسن) أجبراها على تنفيذ العملية وإلا سيتضرر أخوها وأختها، فاستجابت لهم وذهبت إلى تقسيم عدة مرات بناءً على طلب بلال الذي سألها إذا ما كان هناك الكثير من رجال الشرطة في تقسيم.
وبيّنت أن الحاجي طلب منها تصوير فيديو لمكان الانفجار، ويوم العملية أعطاها بلال(حبة شجاعة) مؤكداً أنها ستكون مرتاحة أكثر، ثم سلّمها الحقيبة التي كان يحملها والتي كانت تحوي أكياساً من الطعام ورقائق البطاطا والكعك وفي الجزء السفلي كانت العبوات المتفجرة.
وأشارت إلى أنها أخذت الحقيبة ودخلت شارع الاستقلال وعندما نظرت إلى الحقيبة، وجدت أكياساً من الطعام إضافة للعبوات، حيث كانت خائفة فاتصلت بـ 112 لكنها لم تستطع التحدث مع الشخص الذي على الهاتف لأنها لا تعرف التركية، عندها اتصل بها الحاجي وطلب منها ترك الحقيبة على الفور والمغادرة قائلاً إنه سيأتي شخص آخر ويحضر الحقيبة.