كان متوقعاً أن يثير خبر حصول حافظ بن بشار الأسد على الماجستير في اختصاص الرياضيات البحتة، حفيظة المعارضين والثوار، إذ كيف لشاب صغير لم يبلغ 22 عاماً أن يحصل على هذه الدرجة العلمية وبمرتبة شرف أيضاً، علماً أنه معروف بين السوريين بـ “جحش الرياضات” ولطالما اقترن اسمه بالمراكز المهينة في المنافسات الدولية.
ولكن ما لم يكن متوقعاً هو أن يأتي السخط والغضب الأكبر من الموالين و”خاصة العلويين”، فما هي إلا ساعات قليلة بعد نشر الخبر، حتى فتحت صفحات الساحل باب السخرية والنقد واسعاً على حافظ، وليس ذلك فحسب، بل أخرج الخبر ضابطاً علوياً جريحاً عن طَوره فظهر بفيديو طويل يمطر بالطائفية لحرمان ابنه المتفوق “الذكي” كما وصفه من الذهاب إلى روسيا لإكمال دراسته كما كان موعوداً بقرار من القيادة قبل أن يلغى.
الفيديو الذي استمر لأكثر من عشرين دقيقة تحدث فيه الضابط الجريح والمصاب بالشلل عن قصة ابنه وعشرات الطلاب من أبناء جرحى “ميليشيات أسد” الذين كانوا موعودين بالذهاب في بعثة إلى موسكو 4 سنوات لإتمام تعليمهم، لكن تم إلغاء قرار إيفادهم بعد إقراره من القيادة والمسؤولين.
وقال الضابط إنه يرى ويعرف كل شيء ولكنه كان يرفض الكلام كي لا يتم استخدامه من قبل المعارضة والمواقع المغرضة، ولكن طفح الكيل، ولن يسكت بعد الآن عن حقه وحق ابنه، واصفاً “الدولة” بالغابة ولا يعرف “رجل مين بضهر مين”، حسب تعبيره.
غدر وإيحاءات جنس،ية
ولم يكتفِ الضابط الجريح بخطابه الذي كان يحتوي على تلميحات طائفية من قبيل “نحن حمينا الوطن من أيام الثمانينات”، و”أنا الذي أهملت دراستي لأقرأ النشأة المشبوهه للإخوان ومجلة المناضل وكتاب الشرق الأوسط لباتريك سيل..ألخ”، بل قال بالحرف “إن الشغلة خبيصة ولا يعرف من يوقّع القرارات أو يلغيها”، في إشارة إلى أن أسماء الأسد (السنيّة) هي من يتحكم بالدولة “التي أسماها غابة شوك وليس بشار.
ورغم تقديمه في بداية الفيديو أنه يحب السيد الرئيس إلا أنه اتهمه بشكل واضح ولكن غير مباشر بالغدر، حين ردد عشرات المرات “أنت غدرتني يا وطن .. أنت طعنتني يا وطن.. أنت قصرت معي يا وطن .. أنت لم تقدم لي شيء يا وطن…. الخ، مستخدماً مع كلامه أيضاً إيحاءات جنسية أيضاً.
وررد أكثر من مرة أنه لم يعد خائفاً ومن الآن فصاعداً.. سيتكلم ولن يسكت عن شيء، مطالباً بأن يذهب هذا الفيديو للرئيس ولكل أصدقائه ليعرفوا قصته، مشيراً إلى أنه يعلم بعدم استفادته أي شيء من الكلام غير أنه أراح نفسه وأخرج ما فيها وجعل ًًً
أصدقاءه يعرفون حقيقة أن الوطن، الذي ما كان ليبقى لولا تضحياته وأمثاله، لم يقدم له أي شيء.
حافظ: ماجستير رياضيات بمرتبة شرف!
وأمس أعلنت ما تسمى “هيئة التميّز والإبداع” التي
تشرف عليها أسماء الأسد عبر منشور يحتوي على صورة لحافظ بشار الأسد وهو بلباس التخرج إلى جانب أمه أسماء أنه حصل على شهادة الماجستير من جامعة موسكو الحكومية لومونوسوف МГУ باختصاص الرياضيات البحتة (Pure Mathematics) تحت إشراف البروفيسور فلاديمير تشوباريكوف الذي ظهر معهم في الصورة أيضاً..
وليس هذا فقط، بل حلَّ أولاً على دفعته وبمعدل تام مع مرتبة الشرف، حاصلاً على الشهادة الحمراء، وذلك بعد أن اجتاز الامتحان الوطني الذي تُجريه الجامعة بتفوق ودافع عن أطروحة الماجستير في مجال نظرية الأعداد بعنوان: “تمثيل الأعداد الصحيحة بصيغة مجموع قيم كثير حدود من الدرجة الثانية عند أعداد صحيحة”.
وعلى مر السنوات الماضية، اشتُهر حافظ بين السوريين بلقب “جحش الرياضيات” بعد أن حاز على نتائج كار،ثية في نسختين من الأولمبياد العالمي للرياضيات عامي 2017 و2018 وتسبب بتراجع الترتيب الجماعي للفريق الذي مثل مناطق أسد حينها.
وحاز حافظ في نسخة 2017 التي أجريت في ريو دي جانيرو بالبرازيل، على المرتبة 528 من أصل 615.
وفي مشاركته الثانية التي أقيمت في رومانيا، جاء بالمركز 486 من بين 565 مشاركاً ممن أكملوا مراحل المسابقة المختلفة.