أعلن الجيش الأمريكي مقتل أحد قادة تنظيم داعش بغارة جوية شرق سوريا يوم الجمعة الماضي، وذلك أثناء “تحرش” مقاتلات روسية بالمسيّرة الأمريكية التي نفذت الغارة.
وقالت القيادة المركزية الأمريكية سنتكوم في بيان نشرته على حسابها في “تويتر”، إنها قتلت أحد قادة داعش في شرق سوريا المدعو “أسامة المهاجر” بغارة في سوريا قبل يومين”، دون أن تحدد المكان.
الغارة نُفذت رغم المضايقة الروسية
وذكرت أن عملية قتل “المهاجر” تمت عبر طائرة مسيّرة من طراز “MQ-9″، وهي نفس المسيّرة التي تعرضت للمضايقة من قبل طائرة حربية روسية في مواجهة استمرت ساعتين.
ولفتت إلى أنه لا توجد أي إشارة عن مقتل مدنيين في الغارة، لكنها أكدت أن التحالف الدولي ضد تنظيم داعش يدرس تقارير عن إصابة مدني في الغارة.
ونقل البيان عن قائد القيادة المركزية الأمريكية الجنرال مايكل كوريلا، قوله إن القوات الأمريكية لا تزال ملتزمة بهزيمة داعش في المنطقة كلها.
واعتبرت القيادة المركزية أن مقتل “المهاجر” سيحد من قدرة داعش على تخطيط وتنفيذ هجمات إرهابية، مشيرة إلى أن عمليات “سنتكوم” ضد داعش بالتعاون مع شركائها في سوريا والعراق ستستمر من أجل الوصول إلى هدف هزيمة التنظيم بشكل تام.
تفاصيل استهداف “المهاجر”
وعن عملية قتل “أسامة المهاجر”، قال مسؤول بوزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) إن 3 مسيرات أمريكية كانت تحلق في سماء المنطقة بحثاً عنه عندما تعرضت لمضايقات من طائرات روسية لنحو ساعتين، بحسب موقع “ريبابليك وورلد”.
U.S. airstrike targets ISIS leader in eastern Syriahttps://t.co/RtzKlBhXKE pic.twitter.com/A6IFnUGlXB
— U.S. Central Command (@CENTCOM) July 9, 2023
وأضاف أنه بعد ذلك بقليل، قصفت الطائرات المسيرة “أسامة المهاجر” وقتلته وكان يركب دراجة نارية في منطقة حلب.
وذكر المسؤول الذي تحدث بشرط عدم الكشف عن هويته أن “المهاجر” كان في شمال غرب سوريا وقت الغارة، لكنه كان يعمل عادة في الشرق.
الاستهداف في بزاعة
ولم يوضح بيان القيادة المركزية موقع استهداف “المهاجر”، إلا أن التحالف الدولي كان قد نفذ غارة قبل يومين استهدفت شخصاً يستقل دراجة نارية في منطقة بزاعة بريف حلب.
وكان مراسل أورينت نت في ريف حلب الشرقي مهند العلي، قد أفاد بوقت سابق بأن طائرة مسيّرة يُعتقد بتبعيتها لقوات التحالف الدولي استهدفت بصاروخين شخصاً كان يستقلّ دراجة نارية على طريق “الباب – بزاعة” شرق حلب، ما أدى لمقتله وإصابة شخص آخر يدعى عدنان الدريعي.
وبحسب مصادر أورينت، فإن المستهدَف هو الشاب “همام ياسر الخضر” الملقب بـ”أبو أنس الشامي”، وهو عنصر سابق في تنظيم داعش، وينحدر من محافظة الحسكة وكان يقيم مؤخراً قرب البريد في مدينة بزاعة ومتزوج من كردية تعمل بمستشفى الفارابي في مدينة الباب شرق حلب.
وبحسب ما ذكر مراسلنا، فإنه عقب استهداف “الخضر”، داهم المجلس العسكري في بزاعة منزله، وعثر على حاسوبَي محمول وعدة هواتف وورقيات وكيس مليء بالنقود من فئة الدولار.
والي دير الزور ومسؤول معسكرات تدريب
وكان المختص بالجماعات المسلحة رائد الحامد قد كتب في تغريدة له على تويتر يوم الجمعة الماضي: “مقتل والي ولاية الخير (دير الزور) همام الشامي (أبو أنس الشامي) بصاروخ لمسيرة تابعة للتحالف استهدفه بينما كان يستقل دراجة نارية على طريق بزاعة شرق حلب”.
مقتل والي ولاية الخير (دير الزور) همام الشامي (ابو انس الشامي) بصاروخ لمسيرة تابعة للتحالف استهدفه بينما كان يستقل دراجة نارية على طريق بزاعة شرق حلب
— رائد الحامد (@RAEDELHAMID) July 7, 2023
فيما أفادت شبكة “نهر ميديا” المحلية حينها أن “الشامي” ينحدر من قرية بحرة الخاتونية قرب بلدة الهول شرق الحسكة.
وذكرت أن “الشامي” كان يعمل مدرباً لما تسمى معسكرات “أشبال الخلافة” في تنظيم داعش، إبان سيطرة التنظيم على مساحات جغرافية واسعة في سوريا، مشيرة إلى أنه يعد من القيادات البارزة في التنظيم، وقدم إلى منطقة الباب بريف حلب، بعد هزيمة التنظيم في شرق سوريا.
وكان الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” قد أعلن في أواخر نيسان/ أبريل الماضي أن جهاز استخبارات بلاده تمكّن من قتل المدعو (أبو الحسين القرشي) زعيم تنظيم داعش في سوريا، وذلك بعد تتبعه ومراقبته لفترة طويلة ورصد جميع تحركاته.
وبيّن أردوغان في لقاء تلفزيوني حينها الزعيم المفترض لداعش تم تحييده في سوريا خلال عملية نفذتها الاستخبارات، مشيراً إلى أن اسمه الحركي هو (أبو الحسين القرشي) والذي خلف (أبو الحسن الهاشمي القرشي) الذي قتل في 30 من تشرين الأول/ أكتوبر العام الماضي.