الصين تزيد تواجدها العسكري بالقرب من تايوان
الصين تزيد تواجدها العسكري بالقرب من تايوان حيث عززت الصين انتشارها العسكري بالقرب من تايوان في الساعات الأربع والعشرين الماضية، حيث أرسلت 53 طائرة حربية و19 سفينة، وفقا لما أعلنته السلطات التايوانية الأربعاء، التي وصفت تحركات بكين بأنها “مشكلة مثيرة”.
تعتبر الصين تايوان جزءا من أراضيها وتؤكد عزمها على إعادة ضمها مستقبلا، حتى بالقوة إذا لزم الأمر.
ويعود النزاع بين البلدين إلى عام 1949، حين فرت الحكومة القومية بقيادة تشانغ كاي تشيك إلى الجزيرة بعد هزيمتها في البر الرئيسي أمام القوات الشيوعية بقيادة ماو تسي تونغ.
في التفاصيل، قالت تايوان إنها رصدت خلال الـ24 ساعة الماضية 53 طائرة حربية و19 سفينة صينية حول الجزيرة،
ما يشكل أكبر انتشار بحري للجيش الصيني في المنطقة منذ سنوات.
وأوضحت وزارة الخارجية التايوانية أن هذه التحركات تزيد من حالة عدم اليقين وتفاقم المخاطر في المنطقة، مسببة اضطرابات للدول المجاورة،
وتؤكد أن الصين تشكل تهديدا للسلام والاستقرار في منطقتي المحيطين الهندي والهادئ.
من جانبه، قال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن إن الولايات المتحدة تتابع الوضع عن كثب، وستحرص على أن “لا يقوم أحد بتغيير الوضع القائم في مضيق تايوان”.
وأضاف في تصريحات للصحفيين في قاعدة أمريكية باليابان أن “سياسة الولايات المتحدة لم تتغير” وأنها ستواصل دعم تايوان في الدفاع عن نفسها.
في هذا السياق، ذكرت وزارة الدفاع التايوانية أن الطائرات والسفن الصينية، بما في ذلك 11 سفينة حربية، تم رصدها خلال فترة الـ24 ساعة التي انتهت صباح الأربعاء.
وكان هذا أعلى عدد من الطائرات والسفن الصينية التي تم رصدها منذ المناورات العسكرية التي أجرتها بكين في أكتوبر الماضي،
ردا على خطاب الرئيس التايواني لاي تشينغ تي خلال الاحتفال بالعيد الوطني.
مناورات صينية
عقب تلك المناورات، تم رصد عدد قياسي من الطائرات الصينية بلغ 153 في يوم واحد، إضافة إلى 14 سفينة حربية.
وكانت تايوان قد أعلنت، الثلاثاء، عن رصد 47 طائرة حربية و12 سفينة حربية صينية حول الجزيرة،
وذلك بعد أيام من عودة الرئيس التايواني لاي تشينغ تي من جولة خارجية أدانتها الصين بشدة.
في إطار التصعيد العسكري الأخير، نشرت الصين حوالي 90 سفينة في مناطق واسعة من بحر الصين الشرقي والجنوبي،
وكذلك في مضيق تايوان الذي يفصل الجزيرة عن البر الرئيسي للصين.
وتعتبر تايوان هذه التحركات جزءا من أكبر المناورات البحرية التي شهدتها المنطقة منذ سنوات.
تضمنت هذه المناورات 60 سفينة حربية و30 سفينة تابعة لخفر السواحل الصينية، والتي قامت بمحاكاة هجمات على سفن أجنبية وتعطيل طرق الشحن في المياه المحيطة بتايوان،
في ما وصفه مسؤول أمني تايواني بأنه “رسم لخط أحمر” قبل تولي دونالد ترمب الرئاسة في الولايات المتحدة.
رغم هذه التحركات، لم يصدر الجيش الصيني أو وسائل الإعلام الحكومية أي إعلان رسمي عن زيادة النشاط العسكري في تلك المناطق.
من جهتها، صرّحت ناطقة باسم وزارة الخارجية الصينية الثلاثاء بأن الصين ستدافع “بقوة” عن سيادتها في المنطقة.
تزامنت هذه المناورات مع انتهاء جولة قام بها الرئيس التايواني لاي تشينغ تي، والتي شملت هاواي وغوام،
مما أثار غضب الصين بشكل كبير وفتح المجال لتكهنات حول رد محتمل من بكين.
وكانت هذه أول رحلة خارجية يقوم بها لاي منذ توليه منصب الرئاسة في مايو (أيار) الماضي.
خلال جولته، أجرى لاي مكالمة هاتفية مع رئيس مجلس النواب الأميركي مايك جونسون، ما أسهم في تصاعد التوترات مع الصين.
واتهام بكين للرئيس التايواني، مثل سابقتها تساي إنغ وين، بالسعي إلى تعزيز الانفصال الثقافي عن الصين القارية وبتصرفات “انفصالية”.
تعتبر الصين تايوان، التي تحظى بحكم ذاتي، جزءا لا يتجزأ من أراضيها وتعارض أي اعتراف دولي بالجزيرة كدولة ذات سيادة.
وفي هذا السياق، دانت بكين بشدة جولة لاي، داعية الولايات المتحدة إلى التوقف عن التدخل في شؤون تايوان،
محذرة من أن أي محاولة لتشجيع استقلال الجزيرة بمساعدة واشنطن “ستفشل”.