أطلق ناشطون إعلاميون وعاملون في المجال الطبي في شمال غرب سوريا حملة على مواقع التواصل الاجتماعي لإنقاذ مرضى السرطان في المنطقة، خاصة بعد ازدياد حالات الإصابة بالمرض مؤخراً بسبب توقف المستشفيات
التركية عن استقبال الحالات المرضية عقب وقوع الزلزال المدمّر في شباط/فبراير الماضي.
3000 مريض سرطان
ويعمل القائمون على الحملة على تنظيم اعتصام لمرضى السرطان أنفسهم، وذلك بعد أن يتم تجهيز مكان مخصص لهم عند معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا.
وأفاد مراسلنا في الشمال السوري مضر الخالد بأن الحملة جاءت بعد ازدياد مرضى السرطان في المنطقة والذين تجاوز عددهم 3000 مريض، وتسجيل وفيات منهم بشكل شبه يومي جراء عدم حصولهم على العلاج.
وذكر أن القائمين على الحملة يجهزون حالياً لتنظيم اعتصام للمرضى الذين هم بحاجة للدخول إلى تركيا لتلقي العلاج من أمام معبر باب الهوى، حيث دعوا إلى التضامن مع المرضى من خلال القدوم إلى مكان الاعتصام فور تنظيمه، ومشاركة قصص المرضى على مواقع التواصل.
اعتصام مرتقب للمرضى
وقال أحد منسقي الحملة الناشط الإعلامي أحمد رحال، في تسجيل صوتي ، إن اجتماعاً بين القائمين على الحملة عُقد اليوم لدراسة تنظيم الاعتصام، الذي يهدف إلى إدخال جميع مرضى السرطان لتلقي العلاج في تركيا.
وأضاف أن الاعتصام سيتضمن نشر قصص المرضى الذين سيشرحون معاناتهم مع المرض وحاجتهم للعلاج، وكذلك سيتم توجيه رسائل للدول العربية وللمجتمع الدولي.
وأشار إلى أنه تم مناقشة توقف دخول المساعدات الإنسانية الدولية عبر معبر باب الهوى بسبب الفيتو الروسي واستثمار نظام أسد لهذا الملف سياسياً.
ضرورة العلاج الفوري
وحول افتتاح مركز لمرضى السرطان في المنطقة، قال مدير فريق الاستجابة الطارئة دلامة العلي في تسجيل صوتي متداول، إن الخطة المتوقعة لإنشائه من قبل الجمعية الطبية السورية الأمريكية (سامز) بين عام ونصف و3 أعوام.
وأكد العلي أن بحسب المؤسسات الطبية في المنطقة يتم اكتشاف بين 2و3 حالات مرضى سرطان يومياً، وهذه الحالات الجديدة بحاجة ماسّة لتلقي العلاج قبل أن فوات الأوان.
واعتبر أن انتظار عامين أو أكثر لافتتاح مركز سرطان وسط ازدياد حالات الإصابة بالمرض سيؤدي ارتفاع عدد الوفيات، لذلك فإنه من المهم جداً إدخال مرضى السرطان إلى تركيا لتلقّي العلاج وخاصة الحالات الجديدة.
600 حالة جديدة
وبحسب إحصائيات مديرية صحة إدلب، وصل عدد مرضى السرطان في الشمال السوري إلى أكثر من 3000 مريض سرطان، 65 بالمئة منهم أطفال ونساء.
وذكرت المديرية أنه قبل كارثة الزلزال كان يدخل 450 مريض سرطان لتلقي العلاج في تركيا، مشيرة إلى أن دخول المرضى توقّف بعد الزلزال، واستؤنف في أيار/ مايو الماضي، حيث دخل منذ ذلك الحين ما يقارب 300 مريض فقط.
ولفتت إلى أنه بعد كارثة الزلزال تم تشخيص أكثر من 600 حالة مرض سرطان، من بينهم ما يقارب 150 طفلاً و200 امرأة، لا يسمح لهم بالدخول لتركيا.
ووفق ما أفادت المديرية، يتم تشخيص 3 حالات جديدة مصابة بمرض السرطان في الشمال السوري بشكل يومي.
إلى ذلك، ذكر مكتب التنسيق الطبي بمعبر باب الهوى أن عدد المرضى الكلي المحوّلين إلى المستشفيات التركية من تاريخ أيار الماضي وحتى الآن بلغ 1650 مريضاً، منهم 867 مريض سرطان كحالات جديدة وقديمة.
وأوضح المكتب أن 259 مريض سرطان (40 طفلاً – 114 رجلاً – 105 امرأة) كانوا يتعالجون في المستشفيات التركية، لافتاً إلى أنه حالياً هناك 608 مرضى سرطان (91 طفلاً، 235 رجلاً، 282 امرأة) بحاجة للدخول إلى تركيا كحالات جديدة غير معالجة سابقاً.
أنقذوا مرضى السرطان
وشارك ناشطون سوريون على مواقع التواصل الاجتماعي في حملة دعم مرضى السرطان في شمال غرب سوريا، وذلك تحت وسم “أنقذوا مرضى السرطان”.
ولاقى مقطع فيديو نشره الناشط الإعلامي جميل الحسن، انتشاراً واسعاً على مواقع التواصل، تحدث فيه عن ضرورة التحرك لمساعدة مرضى السرطان.
كما تداول روّاد مواقع التواصل مقطع فيديو لطفلة سورية، تتحدث فيه عن الأطفال المصابين بالسرطان في إدلب ولا يتلقون العلاج، وقالت:”اعتبروهن أولادكن صارلن خمس سنين عم يتوجّعوا”.